الأسباب وراء الزلازل المستمرة في إثيوبيا وتأثيراتها المحتملة على سد النهضة وثوران البراكين

جدل كبير أثاره تكرار حدوث زلازل متتالية على مدار أيام قليلة في إثيوبيا، حتى إن السلطات هناك قالت إنه تم تسجيل أكثر من 150 زلزالاً خلال 20 يوماً فقط، وذلك منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، وسط مخاوف من اندلاع ثورات بركانية نتيجة الهزات المتكررة.
في الوقت نفسه، وخلال الساعات القليلة الماضية، رصدت السلطات في إثيوبيا حدوث 5 زلازل في عدة مناطق في إثيوبيا، وتسبب النشاط الزلزالي الأخير في إثيوبيا في إجلاء نحو 80 ألف شخص بعد سلسلة من الهزات التي ضربت مناطق عفار وروميا وأمهرة، بينها زلزال بقوة 5.8 درجات.
في هذا التقرير، نرصد ظاهرة تكرار الزلازل في إثيوبيا بشكل متتالي خلال أيام قليلة وأثر ذلك على سد النهضة وما إذا كانت تلك الزلازل ستتسبب في تفجير براكين داخل إثيوبيا؟
النشاط الزلزالي في إثيوبيا
شهدت إثيوبيا عشرات الزلازل في أيام قليلة، وما زالت الزلازل تحدث في الدولة الإفريقية، حتى إنه وفي 4 ساعات فقط حدثت 5 زلازل في مناطق مختلفة في البلاد، وذلك بحسب ما كشفه المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل. وكشف المركز كافة التفاصيل عن تلك الزلازل.
المنطقة الأولى التي شهدت عشرات الزلازل في الأيام القليلة الماضية كانت منطقة تبعد 100 كيلومتر عن مدينة ميتهارا وسط إثيوبيا، وقد كانت الزلازل بقوة 4.6، فيما كانت المنطقة التالية هي منطقة تبعد 28 كم عن مدينة أبومسا وسط إثيوبيا.
كذلك، وفي منطقة تبعد 23 كيلومتراً عن شمال مدينة أواش، ضرب زلزال آخر، ثم ضرب الزلزال الرابع منطقة تبعد 36 كم من منطقة أبومسا، بينما ضرب الزلزال الخامس بالقرب من مدينة ميتهارا وسط إثيوبيا.
في حين بلغت شدة أقوى الهزات الأرضية 5.8 درجة على مقياس "ريختر"، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض (GFZ) إنها وقعت على بعد 142 كيلومتراً شرق العاصمة أديس أبابا، بعمق ضحل بلغ 10 كيلومترات.
مصادر إعلامية مختلفة أكدت أن الزلازل المتكررة التي حدثت في منطقة أواش جراء بركان "فنتالي" تسببت في دمار عدد كبير من المنازل في مناطق عدة من إقليم عفار، وتسببت في انهيار أكثر من 30 منزلاً، مما دفع آلاف السكان إلى الفرار إلى المناطق المجاورة. وأبلغت المجتمعات المتضررة في قرية سيجينتو بمنطقة دوليتشا، قرب سد ومصنع سكر "كيسيم"، عن أضرار جسيمة في المنازل والمدارس، بما في ذلك مدرسة "أونجايتو" في قرية سابور.
زلزال قديم
بالعودة إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، فقد وقع زلزال بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر في منطقة أواش فنتالي الجبلية بإقليم عفر شرقي إثيوبيا، وامتدت الهزات الناجمة عن الزلزال إلى عدد من المدن من بينها أديس أبابا.
كانت بداية الزلازل في إثيوبيا ما حدث في أكتوبر/تشرين الأول 2024، الذي ضرب العاصمة أديس أبابا، ثم تلاه زلازل أخرى في كل من مناطق بإقليمي أوروميا وأمهرة بشمال ووسط إثيوبيا.
في حين تقع منطقة أواش فنتالي على بعد 229 كيلومتراً من أديس أبابا، وهي جزء من الصدع الأفريقي العظيم الذي يُعدّ أحد أضخم التصدعات الجيولوجية في أفريقيا بسبب الحراك التكتوني ووجود الينابيع الحارة والأنشطة البركانية.
يذكر أن سكان منطقة أواش فنتالي في منطقة عفار الإثيوبية أفادوا بانهيار أكثر من 30 منزلاً بسبب الزلازل المتكررة، مما أجبر الكثيرين على الفرار من منازلهم والبحث عن ملجأ في المناطق المجاورة.
في حين أن "المنطقة الأكثر تضرراً بالزلزال هي قرية سيجينتو كيبيلي في مقاطعة دوليتشا، حيث كانت الأضرار واسعة النطاق. والمنطقة الثانية الأكثر تضرراً هي مقاطعة أواش فنتالي، حيث تنهار المنازل يوماً بعد يوم".
نزوح السكان
بحسب بعض السكان، فقد نزح عدد كبير من أفراد المجتمع القريب من مصنع سكر "كيسيم" من منازلهم، وكانت لجنة إدارة أخطار الكوارث الإثيوبية قد قالت إنه تم إجلاء ما يزيد على 20 ألف شخص إلى مناطق آمنة في عفار وأوروميا من إجمالي ما يزيد على 51 ألف شخص عرضة للخطر.
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن "الخطط جارية لنقل أكثر من 8 آلاف شخص في إقليم أوروميا خلال الأيام المقبلة. وتتواصل موجة الزلازل التي تضرب مناطق عدة شرق وشمال شرقي إثيوبيا وصولاً إلى العاصمة أديس أبابا وإقليم أوروميا انطلاقاً من جبل "فنتالي" بإقليم العفر شرق البلاد.
فوهة من البركان
في حين أدى النشاط البركاني في الإقليم العفري إلى تشكل فوهة بحيرة مملوءة بمياه الينابيع الساخنة، وأدت التغيرات الأرضية إلى التأثير في عدد من المؤسسات من بينها مصنع سكر "كيسيم".
وقد تم رصد انهيار جزء من مصنع السكر الذي شُيّد في الإقليم قبل أعوام قليلة، وكان من المتوقع إنتاج السكر خلال الفترة المقبلة قبل تأثره بالزلازل والهزات الأرضية المتكررة التي ضربت المنطقة في الأسابيع الماضية، ويضم المصنع نحو 4 آلاف من العاملين تم إخلاؤهم جميعاً في وقت مبكر.