logo

الاثنين 28 أبريل / 2025

دور المجتمع الموالي في دعم نظام الأسد

calendar الاثنين 28 أبريل 2025
blog

التحالف العلوي مع النظام: انحياز قائم على القمع والبطش

منذ اندلاع الثورة السورية، كان موقف الطائفة العلوية، بأغلبيتها الساحقة، منحازًا إلى النظام السوري بكل ما يمثله من بطش وقمع، ولم يكن هذا مجرد موقف سياسي بل كان انخراطًا مباشرًا في عمليات القتل والتهجير والتجويع التي طالت الشعب السوري. شكل أبناء هذه الطائفة العمود الفقري لقوات النظام وأجهزته الأمنية وشبيحته، ولم يكن ذلك تحت الإكراه بل جاء عن قناعة راسخة بأن الحفاظ على النظام هو السبيل الوحيد لاستمرار نفوذهم وهيمنتهم، حتى لو كان الثمن تدمير سوريا بأكملها.

المجازر والاعتقالات.. دعم مجتمعي وليس مجرد سياسة أمنية

طوال سنوات الحرب، لم تكن المذابح والاعتقالات والتجويع مجرد أفعال ترتكبها مؤسسات الدولة الأمنية، بل كانت تتلقى الدعم العلني من البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها هؤلاء المجرمون، حيث لم يكن القتل بالنسبة لهم مجرد أداة لبقاء النظام بل كان وسيلة لتأكيد تفوقهم وسيطرتهم.

الاحتفاء بالدماء والتلذذ بالجرائم.. ثقافة متجذرة في بيئة النظام

في المدن والقرى العلوية كان الثناء على المجازر والمفاخرة بتعذيب المعتقلين والاحتفاء بدماء الأبرياء جزءًا من الحياة اليومية، حيث كانوا يتبادلون مقاطع القتل وكأنها انتصارات شخصية، ويسخرون من معاناة ملايين السوريين المهجرين والجائعين وكأنها عقاب مستحق لمن تجرأ على التمرد.

غياب أي مراجعة أو إدانة داخل الطائفة العلوية

لم يكن ما حدث مجرد مشاركة أفراد في الجرائم، بل كان موقفًا جماعيًا يتبناه مجتمع بأسره، مجتمع اختار طواعية أن يكون أداة للقمع ومجرد ذراع للنظام، لم نسمع صوتًا حقيقيًا من داخل هذه الطائفة يرفض هذه الوحشية أو يدينها، بل كان هناك التفاف كامل حول النظام وإصرار على نفي الجرائم أو تبريرها أو اعتبارها ضرورة لحماية "الأقلية"، رغم أن ما جرى لم يكن صراعًا طائفيًا بقدر ما كان مواجهة بين شعب مقهور ومنظومة حكم طغت واستبدت.

العدالة الانتقالية.. كابوس الطائفة العلوية الذي تسعى لدفنه

حتى مع انحسار المعارك العسكرية، لا يزال هذا الموقف قائمًا، فلا حديث عن مراجعة أخلاقية، ولا اعتراف بحجم المأساة التي تسببوا بها، بل ما زالوا يدفعون بسرديات كاذبة عن كونهم ضحايا، ويحاولون إعادة كتابة التاريخ بطريقة تمحو مسؤوليتهم. اليوم عندما يتم الحديث عن العدالة الانتقالية، تتحرك هذه الطائفة بكل إمكانياتها لتعطيل أي جهد حقيقي للمحاسبة، لأنها تعلم أن أي كشف للحقائق سيعني فضح دورها الرئيسي في هذه الكارثة، ولأنها ترى في العدالة خطرًا يهدد ليس فقط النظام، بل كل فرد شارك وسكت واحتفى بالجريمة، لذلك تسعى بكل الوسائل إلى طمس الفروقات بين القاتل والضحية وإعادة إنتاج خطاب المظلومية الذي يخفي تحت سطحه بحارًا من الدماء والخراب.

-سامي محمد-

الوسوم: