محاولة اغتيال أحمد الشرع

مقدمة
كشفت تقارير إعلامية حديثة عن مخطط إيراني يستهدف اغتيال أحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، في محاولة لإعادة تثبيت نفوذ طهران المتراجع في سوريا. تأتي هذه الأنباء في ظل صراعات إقليمية متشابكة، حيث تسعى إيران إلى الحفاظ على مكاسبها الاستراتيجية في المنطقة عبر استخدام وكلائها المحليين والتحالفات مع الميليشيات المسلحة. فكيف جرى التخطيط لهذه العملية؟ وما هي التداعيات المحتملة على المشهد السوري والإقليمي؟
تفاصيل المخطط وأهدافه
بحسب مصادر استخباراتية، اجتمع كبار قادة الحرس الثوري الإيراني ومسؤولون من النظام السوري السابق في مدينة النجف العراقية لوضع خطة اغتيال أحمد الشرع، إلى جانب تنفيذ انقلاب عسكري يهدف إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي لصالح إيران.
الاجتماع السري في النجف
عُقد الاجتماع في فيلا خاصة تعود لرجل أعمال شيعي، وشارك فيه كبار القادة العسكريين الإيرانيين والسوريين، من بينهم:
- اللواء حسين أكبر: قائد سابق في الحرس الثوري وسفير إيران السابق في دمشق.
- اللواء أمير علي حاجي زاده: قائد القوات الجوية للحرس الثوري.
- العميد عادل سرحان، العميد عبد الله مناف الحسن، والعميد محمد سرميني: ضباط سوريون سابقون.
ناقش الاجتماع عدة محاور، منها كيفية تنفيذ الاغتيال، وخلق حالة من الفوضى تتيح لإيران تعزيز سيطرتها مجددًا في سوريا.
الأدوات والوسائل المستخدمة
لضمان نجاح المخطط، تم الاتفاق على استخدام أساليب مختلفة، من بينها:
- إثارة النزاعات العرقية والطائفية: استغلال التوترات في مناطق مثل السويداء، اللاذقية، وطرطوس.
- دعم ميليشيات محلية ودولية: تقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني (PKK) وميليشيات شيعية مثل "زينبيون" و"فاطميون".
- تأمين الإمدادات العسكرية: عبر معابر حدودية كالبوكمال ودير الزور، ومن خلال البحر عبر موانئ طرطوس واللاذقية.
- الاعتماد على تنظيمات متطرفة: استخدام عناصر من تنظيم داعش لتنفيذ عمليات اغتيال وخلق اضطرابات أمنية.
الأهداف الاستراتيجية لإيران
تسعى إيران من خلال هذه العملية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من أبرزها:
- إعادة تثبيت نفوذها في سوريا بعد أن تراجع دورها لصالح روسيا وتركيا.
- تقويض مسار التحول السياسي بقيادة أحمد الشرع، نظرًا لكونه شخصية إصلاحية تسعى للحد من النفوذ الإيراني.
- خلق بيئة غير مستقرة تبرر استمرار الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
ردود الفعل والإجراءات الأمنية
بعد كشف هذه المخططات، سارعت الجهات الأمنية السورية إلى اتخاذ تدابير وقائية شملت:
- تعزيز الحماية الأمنية حول الرئيس أحمد الشرع لمنع أي محاولة اغتيال.
- تكثيف عمليات المراقبة الاستخباراتية لرصد تحركات الميليشيات الإيرانية والتنظيمات المتطرفة.
- إبلاغ الحلفاء الدوليين لضمان الحصول على دعم استخباراتي ودبلوماسي في مواجهة هذه التهديدات.
تداعيات محتملة على المشهد الإقليمي
إن فشل أو نجاح هذا المخطط قد يترك تداعيات هائلة على المنطقة، من بينها:
- تصاعد التوتر بين إيران والقوى الإقليمية، خاصة تركيا والسعودية، اللتين تتابعان عن كثب النفوذ الإيراني في سوريا.
- إمكانية تدخل دولي أكبر، سواء من قبل الولايات المتحدة أو روسيا، لحماية التوازنات القائمة ومنع اندلاع صراع أوسع.
- تحولات داخلية في سوريا، حيث قد يؤدي انكشاف هذا المخطط إلى تصاعد المعارضة ضد الوجود الإيراني، وزيادة الدعم الشعبي للقيادة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع.
الخاتمة
تكشف هذه التطورات عن مدى تعقيد المشهد السوري، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في صراع على النفوذ. تحاول إيران من خلال هذا المخطط إعادة ترسيخ هيمنتها، لكن يقظة الأجهزة الأمنية السورية والدعم الدولي قد يكونان كفيلين بإفشاله. ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن سوريا من تفادي هذا السيناريو، أم أن المنطقة ستشهد فصلاً جديدًا من الصراع؟