logo

الخميس 13 مارس / 2025

صفقة تربك اسرائيل.. اتفاق وقف إطلاق النار يكرس الضبابية داخل الحكومة والمجتمع

calendar الخميس 13 مارس 2025
blog

ساهم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إحداث ارتباك داخل الحكومة والمجتمع الإسرائيلي، وسط تباين في المخاوف بشأنه. ففي الوقت الذي يخشى فيه إسرائيليون عدم إتمام المرحلة الثانية منه، يعتقد آخرون أنه انتصار لحركة حماس ورضوخ من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

ووفقاً لاستطلاع رأي نشرته القناة 13 العبرية، فإن 61.5% من الإسرائيليين يدعمون الصفقة مع حماس، مقابل 23.9% يعارضونها، ويعتقد 59.8% أنه يجب المضي في المرحلة الثانية، و58.8% يرون أنه يجب إجراء انتخابات بعد تنفيذها.

وفي استطلاع آخر نشرته القناة 14 العبرية، تسببت الصفقة مع حركة حماس بتراجع تأييد الائتلاف الحكومي، وتراجع حاد لحزب الليكود ونتنياهو.

ارتباك في الحكومة الإسرائيلية بسبب الصفقة مع حماس

وتسبب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في شرخ داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير استقالته من الحكومة، داعياً أعضاء حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يقوده بتسلئيل سموتريتش، وأعضاء الليكود للانضمام إليه، محذراً مما وصفه بـ"الكارثة".

وأضاف بن غفير أن الاتفاق سيؤدي إلى إنهاء الحرب في وقت لم تتم فيه هزيمة حركة حماس بعد، مع قدرتها الكبيرة على إعادة تأهيل نفسها.

وذكر أنه "عندما ترى الرقص في غزة، والاحتفالات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، تفهم أي جانب قد استسلم في هذه الصفقة".


أما سموتريتش، فقد أرجأ أزمته مع نتنياهو إلى انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، وقال حزبه في بيان: "نعارض بشدة الصفقة، وندعم مطالب رئيسة بضمان عودة إسرائيل إلى الحرب من أجل القضاء على حماس واستعادة جميع المخطوفين، ومن خلال تغيير مفهوم الحسم والانتصار فوراً في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، وذلك كشرط لبقائنا في الائتلاف".

من جانبه، توعد وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، الليكودي عميحاي شيكلي، بالاستقالة من الحكومة إذا جرى الانسحاب من محور فيلادلفيا، وإذا لم تتم العودة للقتال بهدف استكمال أهداف الحرب.

وتشير القناة 12 العبرية إلى أن محاولات إرضاء سموتريتش وبن غفير لم تنجح، حيث يطالبان بـ:

  • عدم إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين.
  • عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ونتساريم.
  • عدم السماح لسكان غزة بالعودة إلى الشمال.
  • عدم إعلان نهاية الحرب.

ومن المقرر أن يتم تنفيذ بعض الالتزامات المذكورة سابقاً فقط في المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة، مما يترك لنتنياهو مساحة آمنة فيما يتعلق ببعض الوعود، وخاصة تجاه بعض الشركاء.

لكن توسيع نتنياهو للتحالف الحكومي عبر ضم جدعون ساعر وإضافة أربعة مقاعد للائتلاف، قلل من إمكانيات الابتزاز من بن غفير وسموتريتش اللذين يرفضان الاتفاق.

ومع ذلك، هناك تحديات كثيرة تنتظر "الائتلاف الهش"، أبرزها قانون التجنيد وإقرار الميزانية، وسط مصالح متناقضة داخل الائتلاف بشأنهما، مما يؤدي إلى عدم استقرار سياسي وربما تفكيك التحالف الحكومي.