logo

الخميس 13 مارس / 2025

سوريا بعد التغيير

calendar الخميس 13 مارس 2025
blog

مقدمة

منذ تولي السلطة، تسعى القيادة الجديدة في سوريا إلى تحسين صورة البلاد على الساحة الدولية، وإعادة بناء العلاقات مع الدول الإقليمية والدولية، فضلًا عن مكافحة الفساد وإنعاش الاقتصاد. وزير الخارجية أسعد الشيباني كشف في تصريحات جديدة عن ملامح المرحلة القادمة، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لترميم مكانة سوريا عالميًا، وتعزيز الشراكة مع الشعب السوري، وإعادة الاستقرار الداخلي. فكيف تبدو ملامح سوريا الجديدة وفقًا لهذه الرؤية؟

 

إعادة ترميم صورة سوريا أمام العالم

أكد وزير الخارجية أن الحكومة الحالية تعمل على تحسين صورة سوريا عالميًا، مؤكدًا أن العقوبات التي فرضت سابقًا كانت موجهة ضد النظام السابق، وليس ضد الشعب السوري. رغم زوال ذلك النظام، لا تزال العقوبات قائمة، وهو ما يشكل تحديًا أمام الجهود الرامية إلى تحقيق التعافي الاقتصادي والانفتاح على العالم.

وأشار الشيباني إلى أن الاستثناءات الخاصة بالعقوبات الأوروبية والأميركية لا تلبّي الطموحات، ما يستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول أكثر شمولًا تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

 

مكافحة الفساد وتحسن الاقتصاد

من أبرز الملفات التي تناولها وزير الخارجية، جهود الحكومة الجديدة في وقف الفساد ونهب الثروات، مما انعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني. وأشار إلى تحسن سعر صرف الليرة السورية، ما يعكس استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا مقارنة بالمرحلة السابقة.

إلى جانب ذلك، أكد الشيباني أن الشعب السوري شريك أساسي في العملية السياسية، مشددًا على أن جميع المناطق في سوريا شاركت في التغيير، وهو ما يؤسس لمرحلة جديدة قائمة على المشاركة الشعبية، والاستفادة من طاقات المجتمع لإعادة بناء الدولة.

 

الوضع الأمني والاستقرار الداخلي

فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، أكد الشيباني أن الوضع في سوريا جيد جدًا، وأن الحكومة تعمل على زرع الطمأنينة في نفوس السوريين، من خلال توفير بيئة آمنة ومستقرة. وشدد على أن سوريا نجحت في تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية بعد سقوط النظام السابق، ما يعدّ إنجازًا كبيرًا يعكس تماسك المجتمع السوري ورغبته في بناء مستقبل جديد قائم على الاستقرار والمواطنة.

 

إصلاحات سياسية: المواطنة وسيادة القانون

من الجوانب التي تطرق إليها وزير الخارجية، التأكيد على أن المواطنة ستكون الأساس الذي يحكم سوريا، حيث سيصبح الدستور والقانون المرجعية الرئيسية لجميع المواطنين، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو طائفية.

وشدد على أهمية الشراكة المستدامة بين الحكومة والشعب، مؤكدًا أن ورشات العمل في دمشق يوميًا تعكس ديناميكية التغيير الجاري في البلاد، حيث يتم العمل على تطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

علاقات سوريا الإقليمية والدولية

فيما يخص العلاقات الخارجية، كشف وزير الخارجية عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة بغداد، في خطوة تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون المشترك. كما أشار إلى أن الحكومة الحالية لا تتحمل سوء العلاقة التي صدّرها النظام السابق تجاه لبنان، مؤكدًا أن سوريا تنظر إلى لبنان كدولة جارة وستكون إلى جانبه في مختلف الظروف.

إضافة إلى ذلك، تحدث الشيباني عن رسائل إيجابية تلقتها سوريا من روسيا وإيران، تعكس استعدادًا لإعادة بناء العلاقات وفق أسس جديدة. لكنه شدد على أن هذه الرسائل يجب أن تترجم إلى أفعال ملموسة يقبل بها الشعب السوري، لضمان أن تكون إعادة العلاقات في إطار يخدم المصالح الوطنية السورية.

 

مكافحة التهديدات الإقليمية

من بين الإنجازات التي تحدث عنها وزير الخارجية، القضاء على التهديدات التي كان يصدرها النظام السابق لدول الجوار، وفي مقدمتها تهريب الكبتاغون، وهو ما يعكس جدية الحكومة الجديدة في إنهاء التدخلات السلبية، وتعزيز علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة.

 

سوريا في المستقبل: رؤية العام القادم

ختم الشيباني تصريحاته بالتأكيد على أن سوريا خلال العام القادم ستشهد عبورًا إلى مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، مشددًا على أن المرحلة الحالية هي مرحلة بناء وإعادة تأهيل على مختلف المستويات.

 

الخاتمة

تعكس تصريحات وزير الخارجية أسعد الشيباني توجهات الحكومة الجديدة نحو تعزيز الاستقرار السياسي، والانفتاح على المجتمع الدولي، ومحاربة الفساد، وتحقيق نهضة اقتصادية. وبينما تبقى العقوبات الغربية أحد العوائق أمام التعافي الكامل، تبدو سوريا في طريقها لتأسيس مرحلة جديدة قائمة على سيادة القانون والمواطنة، بما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للسوريين.
 

الوسوم: